naderkamal
عدد الرسائل : 81
| موضوع: شخصية صموئيل الأربعاء فبراير 18, 2009 12:33 pm | |
| شخصية صموئيل
(1) مدعو من الله وتربى فى بيته : - كان أبواه ألقانة وحَنة بارين ، ولم ينجبا فى أول زواجهما .. وكانا يصعدان كل سنة إلى شيلوه حيث خيمة الاجتماع ليقدما ذبائح ، وصلت حَنة للرب ونذرت أن تعطيه الابن لو أعطاها الرب نسلاً ، واستجاب لها الرب وأعطاها سؤالها ، كما أنها نفذت نذرها وأعارته للرب ، وكانت كل سنة تأتى إليه فى خيمة الشهادة بجبة صغيرة حيث أودعته عند عالى الكاهن .. - يتشابه مع يوحنا المعمدان فى الفترة التى جاءوا فيها ، حيث كانت البشرية فى حالى يرثى لها ومحتاجة للخلاص ، كما أن كل منهما نُذر للرب من بطن أمه قبل أن يولد " ... أعطيه للرب كل أيام حياته ولا يعلو رأسه موسى " ( 1صم1: 11) .. كما نقرأ عنه أنه " وأما الصبي صموئيل فتزايد نموا وصلاحا لدى الرب والناس أيضا " (1صم2: 26) . - وظل صموئيل تقياً مثل والديه رغم شر أولاد عالى الكاهن ، وكان مطيعاً لعالى والله ، فلم يستنكف من الأعمال الصغيرة مثل فتح الباب وإطفاء السرج وخدمة عالى ولو فى نصف الليل ، ولكنه لا يساوى شيئاً مقابل ما قام به رب المجد من غسل الأرجل ، فاستحق صموئيل أن يدعوه الرب ويكلمه " وهكذا عرف جميع إسرائيل أنه قد أؤتمن صموئيل نبياً للرب ( 1صم3: 20) .
(2) أمين وصادق مع نفسه ومع عالى الكاهن : - كان متفانياً فى خدمته لمعلمه عالى الكاهن ، وهو نائم فى هيكل الرب ولكنه مستيقظ قلباً وروحاً ، فقد ناداه الرب فظنه أنه عالى الكاهن وقال فى سرعة " هأنذا " (1صم3: 4) وهى نفس كلمات أبونا إبراهيم عندما كلمه الله طالباً أن يذبح إسحق ، وركض صموئيل إلى عالى .. وهنا مثال جميل للخادم ، فقد تكرر هذا 3 مرات، وفى كل مرة يذهب إلى عالى الكاهن ولم يتأفف منه وفى الثلاث مرات يقول هأنذا .. - بالرغم من أن عالى الكاهن كان متهاون والرب غاضب منه إلا أن الله لم يكلم صموئيل إلا بإرشاد عالى الكاهن الذى قال له : " .... إذا دعاك تقول تكلم يا رب لأن عبدك سامع .. " ( 1صم3: 9) وهذه هى دائماً طريقة الله فى الكلام مع البشر ، فلابد أن يكون التعامل من خلال الكهنوت ..
(3) نموذج للطاعة وللخادم المطيع : - مع أن الرب أخبر صموئيل بعقاب عالى الكاهن لأنه لم يردع أولاده ، وطبعاً سيحل صموئيل مكانه ، ومع ذلك عندما نادى على صموئيل صباحاً فقال " هأنذا " (ع16) للمرة الرابعة ، فهو مازال مطيعاً له وخاضعاً للكهنوت .. ما أجمل صموئيل الخادم المطيع والخاضع لرئاساته .. - خاف صموئيل أن يخبر عالى الكاهن بالرؤيا ، ولكنه سأله أن يخبره بما قاله له الرب وألا يخفى عنه كلمه .. " فأخبره صموئيل بجميع الكلام ولم يخف عنه فقال هو الرب ما يحسن في عينيه يعمل " (ع18) .. - تكونت علاقة شخصية بين صموئيل والرب ، ولذلك كافأه " كان الرب معه ولم يدع شيئاً من جميع كلامه يسقط إلى الأرض .... وعاد الرب يتراءى " (ع19 ، 21) .. مثلما كان مع إبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى ويشوع وجدعون وداود ... وكما قال بولس الرسول " لا أنا بل نعمة الله التى معى " (1كو 15: 10) ، فقوة الخادم تأتى أولاً من المعية مع الله .
(4) عند تحمله المسئولية علمهم الصلاة . - بعد هزيمة بنى إسرائيل أمام الفلسطينيين وأخذ تابوت الرب من إسرائيل وموت عالى الكاهن وابنيه ، ابتدأ صموئيل فى الخدمة العملية .. فقبل كل شئ نادى بأن يرجعوا إلى الرب بنزع البعليم والعشتاروث وعبادة الرب وحده (1صم7: 3-4) وأخذ يصلى لأجلهم إلى الرب وأصعد محرقات إلى الله ، وهنا نجد أن الروح الواحدة للعبادة وعدم الانقسام لهم مفعول قوى فى الخدمة ، وحينها يستجيب الرب للصلاة . - قام صموئيل بنهضة روحية للشعب ، فصاموا وسكبوا قلوبهم بالتوبة أمام الرب قائلين " قد أخطأنا إلى الرب " (ع6) بل وطلبوا من صموئيل ألا يكف عن الصراخ من أجلهم إلى الرب ليخلصهم من يد الفلسطينيين (ع والصراخ يعنى صلاة حارة ومن القلب ، فاستجاب له الرب " فأرعد الرب بصوت عظيم على الفلسطينيين وأزعجهم فانكسروا أمام إسرائيل " (ع12) .. وهذه هى روشتة النجاح فى الخدمة .. - ولإحساسه بالمسئولية قام بافتقاد رعيته ومعرفة أحوالهم " وكان يذهب من سنة إلى سنة ويدور في بيت إيل والجلجال والمصفاة ويقضي لإسرائيل في جميع هذه المواضع " (1صم7: 16) .. وأنشأ مدرسة للأنبياء ليكونوا وسط الشعب وللتسبيح ، وكان له تلاميذ مثل ناثان النبى وجاد الرائى (1أخ29: 39) حتى لا تقع الخدمة لو حدث مكروه له ، وهذا ما حدث بالفعل ، فقد أكمل الاثنان سفرا صموئيل بعد وفاته حيث كان يكتب السفر ويضعه أمام الرب (1صم10: 25) . - كان أميناً فى كتابة السفر فذكر أخطاء الملوك وخطايا ابنيه اللذين لم يسيرا فى طريقه بل عوجا القضاء ، لذا طالبه الشعب بإقامة ملك عليهم فلجأ صموئيل بالصلاة إلى الله فتعزى وأقام لهم شاول ملكاً ، ولكنه كان عنيداً فمسح لهم داود ملكاً بدلاً منه .. - اهتم ببناء بيت الرب فأقام بوابين لخيمة الشهادة ( 1أخ9: 17) ، كما حافظ على الطقوس قعمل فصح لم يعمل مثله إلى أيام يوشيا الملك (2 أخ35: 18) .. - كانت الصلاة سلاح صموئيل ليقول أقوى كلمات الخدمة : (1صم 12: 23 )
" وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم "
- نرى أيضاً فيه مثال للخادم عفيف اليدين .. " ثور من أخذت وحمار من أخذت ومن ظلمت ومن سحقت ومن يد من أخذت فدية لأغضي عيني عنه فأرد لكم " ( 1صم 12: 3) فلم يستغل الخدمة لمصلحة شخصية . | |
|