ص7 : أكمل " ليس كل من يقول لى يا رب يا رب .................... " واشرح معناها ؟
" ليس كل من يقول لى يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذى يفعل إرادة أبى الذى في السماوات " ( مت 7 : 21 ) ..
المسيح هنا يعلن للإنسان الذى يريد التوبة ، أنه لا يريد شكليات العبادة ، أو مجرد ترديد ألفاظ ، الله لا يريد من يكرمونه بالشفاه فقط والقلب مبتعداً بعيداً ، لكن الله يطلب القلب الخاضع لإرادته ..
أى أن نفعل وننفذ أوامر الله ، هذا هو أهم من قولنا يا رب يا رب ونحن لا نفعل إرادة الله ، وهذا ضد ترديد الصلاة الربانية أو تكرار كيريى ليسون ، فنحن نفعل هذا تنفياً لوصية بولس الرسول " صلوا بلا انقطاع " .. وطبعاً علينا أن نصلى ليس بالشفتين فقط ، بل بالشفتين وبقلب منشغل بالله وبذهن مفتوح يفكر فيما يردده لسانه ، ومن يجدد قلبه باستمرار ويملأه من كلام الله وبصلوات بلجاجة وبتوبة وندم سيصلح هذا القلب وستتغير كلمات الفم ويمجد الله .
ص8 : أكمل " للثعالب أوجرة ............................................ " واشرح معناها ؟
" للثعالب أوجرة و لطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه " ( مت 8 : 20 ) ..
أوجرة = كهوف ، أوكار = مآوى .. كانت هذه الآية رداً على إنسان فرح بالمسيح ورأى معجزاته وسلطانه ، وربما تصور أن تبعية المسيح فيها مجد أرضى فطلب أن يتبعه ، فأفهمه السيد أنه ليس له مكان يسند رأسه فيه ، فكانت النتيجة أن هذا الشخص هرب ..
والتفسير الموازى لهذه الآية ، هو أن المسيح لا يجد فى قلب هذا الشخص مكاناً يسند رأسه فيه ، وذلك لرفضه طريق المسيح – طريق الصليب – بينما وجدت الطيور رمز الكبرياء لارتفاعها ، والثعالب رمز الخبث أمكنة داخل قلب هذا الشخص ، إذاً نفهم من كلمات المسيح هنا أن هذا الشخص كان يطلب تبعية المسيح فى خبث ليحصل على امتيازات كشفاء المرضى أو المناصب العالمية ظناً أن المسيح سيملك ملكاً عالمياً ، وسيملك هو معه .. وكون السيد ليس له أين يسند رأسه ذلك لأنه سماوى ، لا مكان له ولا راحة له على الأرض ، ومن يتبعه فعليه أن يقبل هذا الوضع ، ويتجرد من محبة المال والمجد الأرضى ..
ص9 : ماذا يقصد السيد المسيح بقوله " الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون " ( مت 9 : 37 ) ..
لقد وصل اليهود إلى حالة تثير الأسى لأن رعاتهم كانوا يصدونهم عن رؤية الحق ، وهنا نجد المسيح الراعى الصالح يتفقد شعبه بنفسه إذ فسد رعاة الشعب .. والمقصود بالحصاد هنا هم الرعية الذين يتضاعف عددهم ، وبالرغم من تزايد الخدام إلا أن هذا لا يكفى الاحتياج .. فالخدمة تتضاعف بمتوالية هندسية أما الخدام بمتوالية عددية ..
ص10 : " ثم دعا تلاميذه " .. ما عددهم ؟ أذكر أسمائهم ؟ ( مت 10 : 1-4 ) ..
عدد التلاميذ اثنا عشر تلميذاً .. ورقم 12 يشبه عدد أسباط الشعب فى العهد القديم ، فكأن المسيح يعد شعباً جديداً برئاسة جديدة ، ففى المسيح يصير كل شئ جديداً ، كأن المسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة جديدة .. كما أن الرقم 12 يشير لمملكة الله على الأرض .. 12 = 3 ( الثالوث الأقدس ) × 4 ( العالم ) = المؤمنون بالله مثلث الآخرين فى كل العالم .. ولذلك كان أسباط العهد القديم 12 ، فهم شهب الله فى هذا العالم ، وبهذا المعنى حينما هلك يهوذا وصاروا أحد عشر فقط اختاروا متياس ليكمل عددهم إلى 12 .. وأسماء التلاميذ هم :
(1) سمعان الذى يقال له بطرس .. وهو أكبرهم سناً ، وقد دُعى أولاً ، وكان يتكلم نيابة عنهم ، وليس لرئاسته .. وبطرس بالآرامية تعنى كيفاس او صفا بمعنى صخرة ( 1كو 3 : 22 ) ..
(2) أندراوس أخو بطرس ..
(3) يعقوب بن زبدى ..
(4) يوحنــا بن زبدى ، أخو يعقوب .. وقد دُعى يعقوب ويوحنا بابنى الرعد ..
(5) فيلبس ..
(6) برثولماوس وهو نثنائيل ( يو 1 : 45 ) ..
(7) تومـــا ..
(
متى العشار .. وكان اسمه لاوى ، ووردت قصة دعوته فى ( مر 2 ، لو 5 ) ..
(9) يعقوب بن حلفى ..
(10) لباوس الملقب تداوس ، وهو نفسه يهوذا أخا يعقوب ( لو 6 : 16 ) ..
(11) سمعان القانوي وهو سمعان الغيور .. وكلمة قانوى تعريب للكلمة العبرية قانا وتعنى الغيور .. والغيورين هم حزب وطنى قاوم هيرودس ، وهم جماعة من اليهود متعصبون لقوميتهم إلى أبعد حد ، ويطالبون بالتحرر من نير الحكم الرومانى مهما كلفهم هذا من ثمن ، ويرفضون قيام أى ملك غير الله نفسه ، مستعدون أن يقوموا بأعمال تخريبية لأجل تحرير وطنهم من الرومان ..
(12) يهوذا الاسخريوطي الذى أسلمه .. وكلمة اسخريوطى تشير لعدة احتمالات :
- من سكان مدية قريوت ( يش 15 : 2 ) وهذا أشهر تفسير ..
- الشخص الذى يحمل كيس الدراهم وهو بالآرامية ( سيكار يوتا ) ..
- الشخص الذى شنق نفسه من العبرانية ( أسكار ) ، وقد تعنى قاتل أو ذبَّاح ..
ص11 : وصف السيد المسيح يوحنا المعمدان بعدد صفات يمكنك استنتاجها من الآيات 7 ، 8 ، 9 ، 10 استنتج أربع صفات منها .
(1) ليس قصبة تحركها الريح .. أى أن يوحنا لن يتأثر بالمديح كما أنه لا يتأثر بالذم ، فلقد تعرض يوحنا لكثير من المديح من الناس ولكثير من الألم من هيرودس ، ولكن لم يتزعزع لا من هذا ولا من ذاك .. وأيضاً لأنه ليس قصبة تحركها الريح فهو لم يستجب لحروب الأرواح النجسة ولا لأى تعليم غريب ، بل ظل على طهارته شاهداً للحق لا يتزعزع عنه ..
(2) لا يلبس ثياباً ناعمة .. بل يحيا حياة خشنة ، ويرتدى ملابس خشنة ، إذ كان رداؤه من شعر الإبل ، والقصبة فارغة ، أما يوحنا فمملوء من الروح .. لذلك لم يهتز من أفكار العالم الشريرة ..
(3) أفضل من نبى : فلا يوجد نبى آخر تنبأ عن مجيئه ، الوحيد الذى جاءت عنه نبوات من أنبياء العهد القديم ( غير المسيح طبعاً ) هو يوحنا المعمدان ( ملا 3 : 1 + أش 40 : 3 ) .. وتنبأ ملاك بولادته ( لو 1 : 13 ) وامتلأ بالروح فى بطن أمه ( لو 1 : 15 + لو 1 : 44 ) .. وكما لم يهاب إيليا آخاب وإيزابل لم يهاب يوحنا المعمدان هيرودس وهيروديا ..
(4) ملاك يهيئ الطريق .. فكل الأنبياء تنبأوا عن المسيح ، أما يوحنا فأعد له الطريق مباشرة ، كل الأنبياء اشتهوا أن يروا المسيح ولم يروه ، أما يوحنا فرآه ..
(5) لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان .. هو الأعظم لأنه استحق أن يعمد المسيح ، وهو شهد للحق حتى الموت ، وحينما أتى له تلاميذه ليثيروه ضد نجاح عمل المسيح وذيوع شهرته بينما أن المعمدان هو الذى عمده ، قال قولاً عظيماً " ينبغى أن هذا يزيد وأنى أنا أنقص " ( يو 3 : 30 ) .. وكل الأنبياء تنبأوا عن المسيح ولم يروه ، أما يوحنا فرآه وعمده وشهد له .. وهو وحده أدرك سر الثلاثة أقانيم يوم المعمودية ..
ص12 : ما هى نبوة أشعياء النبى عن السيد المسيح فى ( متى 12 : 18 ) ؟
( مت 12 : 18-21 ) : " هوذا فتاى الذي اخترته حبيبي الذى سرت به نفسي أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق . لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته . قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق إلى النصرة . وعلى اسمه يكون رجاء الأمم "..
( إش 42 : 1-3 ) : " هوذا عبدى الذى أعضده مختارى الذى سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم . لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته . قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ إلى الأمان يخرج الحق " ..
فتاى = إشارة لتجسده ، وكونه طفلاً ثم فتى ثم رجلاً ..
عبدى = أن المسيح أخذ شكل العبد وغسل الأقدام ، بل قبل الإهانة من عبد رئيس الكهنة الذى لطمه ..
مختارى = المسيح هو الوحيد الذى يستحق هذا اللقب ، فهو قد قدم الكمال للإنسانية فأشبع رغبة السماء فى كمال الإنسان ..
سرت به نفسى = هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ، وسرور الآب هو سرور أزلى ، فهو الابن المحبوب ( أف 1 : 6 ) وسروره به أيضاً لطاعته ، وسروره بالبشر الذين ساروا بطاعته أبناء لله ، وأعلن هذا وقت العماد ..
يخرج الحق للأمم = هو الحق جاء للأمم ليقبلوه فى حياتهم كسر خلاص .. وكأن الحق كان مخفى والظلام غالب فى العالم وجاء المسيح ليظهره ويثبته ويديمه ..
لا يصيح = كما يفعل المحاربون فى الحروب .. ولا يصيح لينتهر ويدين ويزجر .. بهذا تميز المسيح عن الأنبياء الكذبة ، فهو لم يستعمل القوة ولم يوبخ بشدة ، فى انتصاراته هادئ ولا يصيح ولا يدق الطبول مثل أمراء العالم ..
لا يسمع أحد فى الشوارع صوته = لفرط تواضعه ووداعته ..
قصبة مرضوضة لا يقصف = الخاطئ المنسحق تحت خطاياه يشجعه ..
فتيلة مدخنة لا يطفئ = من له شرارة من نار النعمة يضرمها .. وهنا نرى اهتمامه بكل واحد مهما ضعف ، فهو يهتم بالنفوس المحبطة ليبعث فيها الرجاء .. هو السامرى الصالح ..